في مقال بعنوان “WetteOlaf” نُشر في العدد 21 من صحيفة “دي تسايت” (Die Zeit) الأسبوعية بتاريخ 8 مايو 2024، يسلط الكاتب الضوء على جانب لافت في أسلوب التواصل السياسي للمستشار الألماني أولاف شولتس (Olaf Scholz). يناقش المقال نهج شولتس في إلقاء خطابات سياسية مهمة لا تلقى سوى القليل من الاهتمام العام، ويتساءل عن مدى فعالية هذا الأسلوب في المشهد السياسي الألماني الحالي.
خطابات جوهرية، صدى محدود
يُصوَّر شولتس كمستشار يلقي خطابات ذات مضمون عميق حول قضايا مهمة، مثل التكامل الأوروبي والتوجهات الاقتصادية لألمانيا، لكن تأثيرها يبقى محدودًا بسبب ضعف الاهتمام الإعلامي والوعي الشعبي. يوضح المقال أنه حتى الخطابات البارزة، كتلك التي ألقاها مؤخرًا في مؤتمر مؤسسة فريدريش أوغست فون هايك (Friedrich August von Hayek Stiftung) في برلين، لم تحظ تقريبًا بأي تغطية إعلامية. وبالرغم من أهمية المواضيع التي نوقشت هناك، مثل رؤية شولتس لقيادة ألمانيا الاقتصادية خلال الأزمة، إلا أن ردود الفعل الفورية ظلت باهتة.
استراتيجية متعمدة؟
يفترض الكاتب أن هذا التباين بين عمق المحتوى وضعف الصدى الجماهيري قد يكون نهجًا سياسيًا مقصودًا من جانب المستشار، يهدف إلى الحكم دون ضجيج كبير. وبالتالي، فإن التحولات الهادئة والعميقة التي يسعى شولتس لتحقيقها قد تظل بعيدة عن رادار النقاش العام والسياسي الواسع، وهو أمر له مزاياه وعيوبه.
مواجهة التحديات بهدوء
يتطرق المقال أيضًا إلى التحديات التي تواجه شولتس، بما في ذلك الشكوك المنتشرة حول سياساته والاتجاه العام لتحالف “إشارة المرور” (Ampelkoalition). ويبدو أن المستشار ينتهج استراتيجية “الحكم بهدوء”، ما يسمح له بالإبحار دون الاضطرابات السياسية المعتادة، ولكن على حساب القيادة الواضحة والتواصل المباشر مع الجمهور.
تساؤلات حول الفعالية على المدى الطويل
في النهاية، يدعو المقال إلى التفكير في فعالية هذا النهج وتداعياته المحتملة على المدى البعيد. فرغم ثقة شولتس بأن سياساته ستتحدث عن نفسها، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستنجح في زمن يتسم بعدم اليقين العالمي والتحديات المحلية. يسلط المقال نظرة نقدية على أسلوب التواصل الذي ينتهجه المستشار، ويدعو القراء إلى التركيز على الجوهر بدلاً من الشكل، وتقييم الأثر الحقيقي لولاية أولاف شولتس كمستشار لألمانيا.