في مقال نُشر في مجلة (دير شبيغل) [Der Spiegel]، العدد 22/2024 بتاريخ 25 مايو 2024، يقدّم الكاتب كريستيان تيفز [Christian Teevs] صورة مثيرة للاهتمام عن مارتن شولتز [Martin Schulz]، الرئيس السابق لحزب (الديمقراطيين الاجتماعيين) [SPD]، في سياق حملته الانتخابية الأوروبية الحالية. يصوّر المقال شولتز كشخصية مليئة بالحماس والإخلاص لفكرة أوروبا الموحدة، في تناقض واضح مع حزب (SPD) الذي يبدو بدون طاقة أو توجيه واضح في الحملة الانتخابية.
النجم الخفي للحملة
يقوم شولتز، الذي كان مرشح الحزب الرئيسي للانتخابات الأوروبية ثلاث مرات والرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، بجولة عبر ألمانيا يلقي فيها خطبًا نارية من أجل أوروبا قوية وموحدة. في خطاباته، يستحضر شولتز المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق الاتحاد الأوروبي ويذكّر الجمهور بالإنجازات الحضارية العظيمة التي حققها الاتحاد على مر السنين، ويحذّر بشدة من المخاطر التي تترتب على صعود اليمين المتطرف. حسب الكاتب، فإن حضور شولتز يجذب دائمًا الجماهير، وتكون ردود الفعل متحمسة. شولتز هو النجم الخفي للحملة الانتخابية.
أزمة الحزب وتساؤلات حول القيادة
هناك فجوة واسعة بين النهج الذي يتبناه شولتز وبين أسلوب المرشحة الرئيسية كاتارينا بارلي [Katarina Barley] والمستشار أولاف شولتس [Olaf Scholz] في الحملة الانتخابية، فهو يختلف عنهما اختلافًا جذريًا في طريقة خطابه وتواصله مع الجماهير. كلاهما يتبنى أسلوب سياسي تكنوقراطي، قد يكون فعّالًا في الحياة البرلمانية اليومية، ولكنه بالكاد يثير العواطف في الحملة الانتخابية. بارلي تبدو باهتة، ورسائلها لا تلقى صدى كبيرًا. يطرح المقال تساؤلًا عما إذا كان حزب (SPD) سيكون في وضع أفضل لو كان شولتز هو المرشح الرئيسي. هذه التساؤلات تكشف عن أزمة عميقة في الحزب الذي فقد رؤيته وقصته التي يمكنها إلهام الناخبين.
الناصح والمُحذر
شولتز، الذي فشل كمرشح للمستشار في عام 2017، يبدو الآن في دور الناصح والمُحذر. يجول عبر البلاد محاولًا إنقاذ ما هو أهم بالنسبة له: حلم أوروبا المسالمة والموحدة. يترك المقال انطباعًا بأن انخراط شولتز مدفوع بالحنين. هو يعلم أن وقته قد مضى، ولكنه يريد أن يقاتل مرة أخيرة من أجل ما كان دائمًا عزيزًا عليه.
نداء من أجل الشغف والطموح
المقال هو دعوة صارخة لاستعادة الشغف والرؤى الطموحة في العمل السياسي، ولكنه في الوقت نفسه يمثل شهادة على حالة الاستسلام التي وصل إليها الحزب. فحزب (SPD)، الذي كان في يوم من الأيام حاملًا للأفكار الأوروبية النبيلة، قد تحول الآن إلى مجرد آلة بيروقراطية فقدت صلتها بواقع حياة الناس وهمومهم اليومية. ومع ذلك، يظهر هذا المقال أن النضال من أجل أوروبا موحدة لم ينته بعد، وأن الحماس والعاطفة لا تزال قادرة على أن تكون قوة دافعة حتى في أحلك الأوقات وأصعبها.