في مقاله الأخير، يسلط الكاتب ماركوس فيلدنكرشن (Markus Feldenkirchen) الضوء على التطورات المقلقة في المشهد السياسي الألماني، لا سيما في ظل الحملة الانتخابية الأوروبية الجارية. ويقارن فيلدنكرشن بين الأجواء السياسية الحالية وتلك التي سادت خلال فترة جمهورية فايمار، والتي مهدت الطريق لواحدة من أحلك الحقب في تاريخ البشرية.
يستهل المقال بحادثة وقعت في مدينة لايبزيغ (Leipzig)، حيث تعرضت 400 ملصقة انتخابية تابعة للاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) للتدمير في ليلة واحدة. ويصف زعيم الحزب في لايبزيغ الواقعة بأنها هجوم غير مسبوق خلال مسيرته السياسية الطويلة، مشيرًا إلى احتمالية وقوف متطرفين يساريين وراء الحادث، رغم عدم التوصل لهوية الجناة بشكل دقيق. وتُعد هذه الأعمال التخريبية، وفقًا للمقال، إحدى العوامل التي تغذي التوحش في الثقافة السياسية وتقلل من عتبة اللجوء للعنف المادي.
ويستعرض الكاتب بعد ذلك سلسلة من الاعتداءات الفردية، مثل الهجوم على أحد العاملين في حملة حزب الخضر (Die Grünen) في مدينة كيمنتس (Chemnitz)، وتهديد اثنين من نشطاء الحزب في تسفيكاو (Zwickau)، فضلًا عن تعرض السياسية كاترين جورينج إيكاردت (Katrin Göring-Eckardt) للترهيب من قبل حشد غاضب في ولاية براندنبورغ (Brandenburg).
ورغم أن هذه الحوادث تبدو منعزلة، إلا أنها تشكل، مجتمعة، نمطًا ينذر بظهور ثقافة سياسية جديدة يسودها العنف، وهو ما يستدعي إلى الأذهان فترة جمهورية فايمار، حين طغت أعمال العنف والقسوة في نهاية المطاف على قوة الحجة والمنطق.
ويختتم المقال بتحذير من خطورة اعتبار هذه التطورات مجرد حوادث فردية، داعيًا إلى النظر إليها كمقدمة لمأساة محتملة قد تُحدث تحولات جذرية في المناخ السياسي الألماني.