في ظل تنامي شعبية الأحزاب اليمينية المتطرفة في العديد من الدول الأوروبية، بات من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن يشارك المهاجرون وذوو الأصول المهاجرة بكثافة في الانتخابات الأوروبية القادمة. فالتصويت ليس مجرد حق ديمقراطي، بل هو واجب أخلاقي ومسؤولية تاريخية لحماية مستقبل أوروبا كمجتمع منفتح ومتنوع.
مقاطعة الانتخابات تمنح اليمين المتطرف مزيدًا من القوة
إن التكاسل عن المشاركة في الانتخابات يعني منح الأحزاب المناهضة للمهاجرين فرصة ذهبية لزيادة تمثيلها في البرلمان الأوروبي وتغيير السياسات العامة نحو مزيد من التشدد والانغلاق. فقد رأينا كيف أدى وصول أحزاب مثل حزب الحرية الهولندي بزعامة خيرت فيلدرز، وحزب إخوة إيطاليا اليميني المتطرف، وصعود القوى الشعبوية في دول كالسويد والدنمارك، إلى تقويض القيم الديمقراطية الأوروبية وتهديد حقوق الأقليات.
التصويت فرصة فريدة للتأثير على قضايا المهاجرين
تمثل الانتخابات الأوروبية فرصة استثنائية للمهاجرين للتأثير بشكل مباشر على السياسات التي تمس حياتهم اليومية، كسياسات الهجرة واللجوء والاندماج. فمن خلال اختيار مرشحين وأحزاب تدافع عن حقوقهم وتعزز المساواة وتناهض التمييز، يمكن للناخبين من أصول مهاجرة المساهمة في بناء مجتمع أوروبي أكثر شمولًا وعدالة.
المشاركة رسالة قوية: نحن جزء لا يتجزأ من أوروبا
عندما يدلي المهاجرون وذوو الأصول المهاجرة بأصواتهم بكثافة، فإنهم يرسلون رسالة واضحة مفادها أنهم جزء أصيل وفاعل من النسيج الاجتماعي الأوروبي. إن مشاركتهم الواسعة تسهم في تعزيز قيم التنوع والتعددية التي طالما تغنت بها أوروبا، وتبدد الأسطورة القائلة بأن المهاجرين غير مندمجين أو غير مهتمين بالشأن العام.
كل صوت مهم: تصويتك يمكن أن يحدث فرقًا
في انتخابات 2019 الأوروبية، أثبت الناخبون من أصول مهاجرة أن بإمكانهم إحداث فارق حقيقي. فقد ساهمت مشاركتهم القوية في منع وصول العديد من المرشحين اليمينيين المتطرفين إلى البرلمان الأوروبي. وفي الانتخابات المقبلة، سيكون صوت كل فرد أكثر أهمية من أي وقت مضى في ظل التنافس الشديد والتقارب في نتائج استطلاعات الرأي.
لذا، أدعو كل مهاجر وكل شخص من أصول مهاجرة في أوروبا للمشاركة بقوة في الانتخابات الأوروبية القادمة. لنستخدم أصواتنا كسلاح لحماية حقوقنا ومكتسباتنا وللدفاع عن القيم الديمقراطية التي بنيت عليها أوروبا الحديثة. فمستقبل القارة العجوز رهن بمشاركتنا ووعينا وحسن اختيارنا. معًا، يمكننا بناء أوروبا الغد: أوروبا التنوع والانفتاح والازدهار للجميع.