نُشر هذا المقال بعنوان “المرشحون المخفيون” بقلم ماركوس فيلدنكيرشن (Markus Feldenkirchen) في مجلة دير شبيجل (Der Spiegel) الألمانية، العدد 22 لعام 2024، الصادر بتاريخ 25 مايو 2024، ضمن عموده الدوري “الفطرة السليمة” (DER GESUNDE MENSCHENVERSTAND).
في هذا المقال، يسلط ماركوس فيلدنكيرشن (Markus Feldenkirchen) الضوء على ظاهرة لافتة برزت خلال حملة الانتخابات الأوروبية، وهي لجوء الأحزاب السياسية إلى إخفاء مرشحيها الرئيسيين وراء شخصيات أكثر شهرة، في استراتيجية أطلق عليها “الحملة الانتخابية بدون وجوه”. وفيما يلي عرض لأبرز ما تناوله الكاتب، مع أمثلة على الأحزاب التي تبنت هذا النهج.
أمثلة على “الحملة الانتخابية بدون وجوه”:
- تحالف “سارة فاجنكنشت” (Sahra Wagenknecht) (BSW): يخوض التحالف الانتخابات عبر مرشحيه الرئيسيين فابيو دي ماسي (Fabio De Masi) وتوماس جيسل (Thomas Geisel)، لكنه يبرز سارة فاجنكنشت بشكل شبه حصري في الملصقات الدعائية.
- الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD): يهيمن أولاف شولتس (Olaf Scholz) على الملصقات الانتخابية للحزب، في حين تأتي المرشحة الرئيسية كاتارينا بارلي (Katarina Barley) في المرتبة الثانية.
- حزب الخضر وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU): لا يكاد يعرف الناخبون أن تيري راينتكي (Terry Reintke) وأورسولا فون دير لاين (Ursula von der Leyen) هما المرشحتان الرئيسيتان للحزبين. حتى أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي لم يظهر فون دير لاين في الملصقات إلا قبل أسبوعين من موعد الانتخابات.
- حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD): التزم الحزب بهذا النهج بشكل كبير، حيث أسكت مرشحه الرئيسي ماكسيميليان كراه (Maximilian Krah) بسبب تورطه في مخالفات متعددة تتعلق بعلاقاته مع روسيا والصين وتخفيفه من شأن منظمة SS النازية. كما تم تهميش المرشح الثاني بيتر بيسترون (Peter Bystron) بسبب شبهات تتعلق بتلقيه دعمًا ماليًا من روسيا.
يختتم فيلدنكيرشن مقاله بمزحة لاذعة، إذ يتكهن بأن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي كان سيحقق نتائج أفضل في انتخابات صيف 2021 لو اتبع هذا النهج مع مرشحه آنذاك أرمين لاشيت (Armin Laschet)، وربما كان سيصبح المستشار اليوم بدلاً من شولتس.
