مشاهدات 101
زمن القراءة:2 دقائق

في مقال نُشر مؤخرًا في مجلة دير شبيغل (Der Spiegel) الألمانية، سلط الكاتبان ماركوس بيكر (Markus Becker) وآن كاترين مولر (Ann-Katrin Müller) الضوء على الأزمة الداخلية التي يواجهها حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الأوروبية. ويكشف المقال عن حدة الخلافات غير المسبوقة بين أعضاء الحزب، وتداعيات ذلك على مستقبله السياسي.

طرد حزب “البديل من أجل ألمانيا” من تحالف اليمين المتطرف الأوروبي:

قبل أسبوعين من الانتخابات الأوروبية، وصلت الخلافات داخل حزب “البديل من أجل ألمانيا” إلى ذروتها، حيث قرر شركاؤهم من اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي طرد الحزب من تحالفهم. بدأت الأزمة مع إعلان حزب “التجمع الوطني” (Rassemblement National) الفرنسي بقيادة مارين لوبان (Marine Le Pen) عن قطع التعاون مع “البديل من أجل ألمانيا”، وتبعته أحزاب يمينية متطرفة أخرى.

محاولات فاشلة لإنقاذ العضوية في كتلة “الهوية والديمقراطية”:

سعى حزب “البديل من أجل ألمانيا” جاهدًا لإنقاذ موقفه داخل كتلة “الهوية والديمقراطية” (Identität und Demokratie) اليمينية المتطرفة في البرلمان الأوروبي، حيث طلب طرد مرشحه للانتخابات الأوروبية، ماكسيميليان كراه (Maximilian Krah)، كمحاولة للبقاء ضمن الكتلة. إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل، وقررت الكتلة طرد حزب “البديل من أجل ألمانيا” بالكامل بأثر فوري.

تداعيات الانفصال على حزب “البديل من أجل ألمانيا”:

يُعد طرد حزب “البديل من أجل ألمانيا” من كتلة “الهوية والديمقراطية” ضربة قاسية للحزب، حيث يؤثر ذلك على موارده المالية والسلطة والموظفين، فضلًا عن فقدان السمعة بين الناخبين. وما يزيد الأمر سوءًا أن هذا الانفصال جاء من قِبل حلفائهم السابقين في اليمين المتطرف، وليس من خصومهم التقليديين.

تصريحات كراه المثيرة للجدل حول قوات الأمن الخاصة النازية:

كان السبب الرسمي وراء انفصال كتلة “الهوية والديمقراطية” عن حزب “البديل من أجل ألمانيا” هو تصريحات ماكسيميليان كراه في مقابلة صحفية، حيث تحدث عن قوات الأمن الخاصة (SS) النازية بطريقة مُخففة للواقع. وقد اعتبرت أحزاب اليمين المتطرف الأوروبية هذه التصريحات ذريعة مثالية للابتعاد عن “البديل من أجل ألمانيا”، في محاولة منها لتقديم صورة أكثر اعتدالًا.

تصاعد الصراعات الداخلية في حزب “البديل من أجل ألمانيا”:

أدت قضية كراه إلى تفاقم الخلافات داخل حزب “البديل من أجل ألمانيا”، حيث انقسم الحزب بين معسكرات متنازعة، وبات الغضب والاتهامات المتبادلة ظاهرة حتى على منصات التواصل الاجتماعي. ويواجه زعيما الحزب، تينو شروبلا (Tino Chrupalla) وأليس فايدل (Alice Weidel)، انتقادات بسبب دعمهما لكراه رغم معرفتهما بميوله الاستبدادية ونرجسيته.

السعي لتشكيل تحالفات جديدة في البرلمان الأوروبي:

بعد فشل محاولات إقناع كتلة “الهوية والديمقراطية” بالتراجع عن قرار الطرد، بدأ حزب “البديل من أجل ألمانيا” في البحث عن خيارات بديلة لتشكيل تحالفات جديدة في البرلمان الأوروبي. ويأمل الحزب في استقطاب أحزاب يمينية متطرفة أخرى، مثل حزب “التحالف من أجل وحدة الرومانيين” (Alianța pentru Unirea Românilor) الروماني وحزب “الحرية والديمقراطية المباشرة” (Svoboda a přímá demokracie) التشيكي و”حزب الكونفدرالية” (Konfederacja) البولندي، لتشكيل كتلة جديدة بعد الانتخابات.

تكشف الأزمة الداخلية في حزب “البديل من أجل ألمانيا” عن هشاشة التحالفات اليمينية المتطرفة في أوروبا، وتأثير الخلافات الأيديولوجية والشخصية على مستقبلها السياسي. وتبقى الأنظار متجهة نحو نتائج الانتخابات الأوروبية، وما ستفرزه من تحالفات جديدة قد تعيد رسم خارطة اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي.