حذرت أورسولا فون دير لاين (Ursula von der Leyen)، رئيسة المفوضية الأوروبية، من مخاطر صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، داعيةً إلى وحدة القارة العجوز في مواجهة التحديات المشتركة. جاء ذلك خلال حملتها الانتخابية لولاية ثانية على رأس الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي.
في كلمة ألقتها أمام كتلة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (Christlich Demokratische Union Deutschlands) والاتحاد الاجتماعي المسيحي (Christlich-Soziale Union in Bayern) في مدينة ميونخ (München) بجنوب ألمانيا (Deutschland)، شددت فون دير لاين على أهمية الحفاظ على وحدة أوروبا، معتبرةً أن الاتحاد الأوروبي “هدية عظيمة” لا ينبغي اعتبارها أمراً مسلماً به.
وأشارت فون دير لاين، البالغة من العمر 65 عاماً، إلى أن أوروبا تواجه تحدياً غير مسبوق من قبل الشعبويين والمتطرفين والديماغوجيين1، في إشارة إلى أحزاب يمينية متطرفة مثل “البديل من أجل ألمانيا” (Alternative für Deutschland) و”التجمع الوطني” (Rassemblement national) في فرنسا (France). وأكدت أن هؤلاء المتطرفين يسعون إلى إضعاف أوروبا وتدميرها، متعهدةً بعدم السماح بتحقيق ذلك.
وأعربت فون دير لاين، عن رغبتها في تشكيل تحالف واسع لصالح سيادة القانون وأوكرانيا (Ukraine) وأوروبا القوية. كما حذرت من محاولات أصدقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (Wladimir Putin) لإعادة كتابة التاريخ، سواء من خلال الشعبويين أو الديماغوجيين، عبر أحزاب يمينية متطرفة في ألمانيا وفرنسا وبولندا (Polen).
وتأتي تصريحات فون دير لاين في ظل توقعات استطلاعات الرأي بصعود اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية المقبلة، الأمر الذي يثير مخاوف بشأن مستقبل الاتحاد الأوروبي ووحدته في مواجهة التحديات المشتركة.
- يشير مصطلح “الديماغوجيين” (بالإنجليزية: Demagogues) إلى السياسيين أو القادة الذين يسعون للحصول على الدعم الشعبي من خلال استغلال المخاوف والتحيزات والمعتقدات الشائعة بين الناس، بدلاً من استخدام الحجج العقلانية والمنطقية.
وغالباً ما يلجأ الديماغوجيون إلى الخطابة العاطفية والشعارات البراقة والوعود الشعبوية، مع تقديم حلول بسيطة وسهلة لمشاكل معقدة، بهدف كسب تأييد الجماهير وتحقيق مكاسب سياسية.
كما يميل الديماغوجيون إلى استغلال الانقسامات العرقية أو الدينية أو الطبقية في المجتمع، وتأجيج مشاعر الخوف والغضب تجاه الأقليات أو الفئات المهمشة أو الأجانب، بهدف حشد الدعم وتعزيز شعبيتهم.
وغالباً ما يُنظر إلى الديماغوجية على أنها ممارسة سلبية وخطيرة في العمل السياسي، لأنها تقوض النقاش العقلاني والديمقراطية الحقيقية، وتؤدي إلى انقسام المجتمع وتهديد السلم الأهلي. ↩︎