في مقال نُشر بتاريخ 8 مايو 2024 في العدد 21 من صحيفة “دي تسايت” (Die Zeit)، أدار الصحفيان ستيفان شيرمر (Stefan Schirmer) وأناستازيا تيخوميروفا (Anastasia Tikhomirova) نقاشًا حادًا بين الكاتبة خولة مريم هوبش (Khola Maryam Hübsch) وعالم السياسة حامد عبد الصمد (Hamed Abdel-Samad) حول أخطار الإسلام السياسي (Islamismus) في ألمانيا، في سياق المظاهرة التي شهدتها مدينة هامبورغ مؤخرًا للمطالبة بإقامة دولة دينية.
حامد عبد الصمد، 52 عامًا، عالم سياسي ألماني من أصول مصرية. يُعرف بكتاباته النقدية حول الإسلام والتاريخ الإسلامي. من أحدث مؤلفاته كتاب “الإسلام: تاريخ نقدي”، الذي يتناول فيه تطور الدين الإسلامي عبر العصور بنظرة تحليلية مدققة. يشارك عبد الصمد بانتظام في النقاشات العامة حول قضايا الإسلام والهجرة والاندماج في ألمانيا.

خولة مريم هوبش، 43 عامًا، صحفية ألمانية مقيمة في مدينة فرانكفورت أم ماين. تنتمي هوبش إلى تيار الإسلام الإصلاحي، وتنشط في مجال الحوار بين الأديان والثقافات. تكتب بانتظام في عدة صحف ومجلات ألمانية حول موضوعات تتعلق بالإسلام والمسلمين في ألمانيا والغرب. كما تشارك في العديد من الفعاليات والندوات التي تهدف إلى تعزيز التفاهم المتبادل بين المسلمين وغير المسلمين في المجتمع الألماني.

عبد الصمد: “الإسلام السياسي يُستهان به منذ 30 عامًا”
يرى عبد الصمد أنه يتم التقليل من خطر الإسلام السياسي في ألمانيا منذ ثلاثة عقود. وينتقد النزعة السائدة للتركيز فقط على المتطرفين والعناصر الخطرة، بدلاً من أخذ الحركة الأوسع للإسلام السياسي على محمل الجد، بما في ذلك تياراته المختلفة كالسلفيين (Salafisten) والإخوان المسلمين والإسلاميين الأتراك. ويعتبر عبد الصمد أن ثقافة النقاش في ألمانيا جزء من المشكلة، مشتكيًا من تحريم نقد الإسلام، الأمر الذي ساهم في نمو التطرف.
هوبش: التركيز على المتطرفين يضر بالحوار
من ناحيتها، تؤكد هوبش أن التركيز المفرط على المتطرفين يعيق الحوار البنّاء، وتدعو إلى نظرة أكثر تمايزًا تجاه الإسلام. وتشدد على أن غالبية المسلمين في ألمانيا يؤيدون الديمقراطية ويتبنون فهمًا سلميًا للدين. كما ترى أن الحديث الدائم عن الأقليات المتشددة يخدم روايتهم ودعايتهم.
اختلاف في تفسير المصطلحات الإسلامية
إحدى النقاط المحورية في النقاش هي التباين في تفسير المفاهيم الإسلامية. فبينما ينتقد عبد الصمد نظام الخلافة (Kalifat) كشكل تاريخي للحكم له “إرث دموي”، ويرى إشكالية في تطبيق الشريعة (Scharia) من قبل الدول والحركات الإسلامية، تؤكد هوبش على إمكانية وجود خلافة روحية وتفسير سلمي للشريعة يتوافق مع القيم الديمقراطية.
معاداة السامية والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني
يدين كلا الطرفين تنامي معاداة السامية في ألمانيا، لا سيما من قبل جناة مسلمين. وينتقدان ثقافة النقاش الألمانية التي غالبًا ما لا تسمح بمناقشة متوازنة للصراع في الشرق الأوسط ونقد سياسات الحكومة الإسرائيلية.
دعوة للحوار والمزيد من البحث
يتفق هوبش وعبد الصمد على ضرورة تكثيف البحث العلمي حول ظاهرة الإسلام السياسي ودعم الأصوات المعتدلة داخل المجتمعات الإسلامية. ويدعو كلاهما إلى حوار صريح وبناء، وإيجاد مساحات للنقاش، من أجل مواجهة التيارات المتطرفة.