مشاهدات 142
زمن القراءة:1 دقائق

في مقال بعنوان “ماذا تعني حرية هنا؟” نُشر بتاريخ 8 مايو 2024 في صحيفة “دي تسايت” (Die Zeit) العدد 21، سلطت الكاتبة آنا-لينا شولز (Anna-Lena Scholz) الضوء على النقاش الدائر حاليًا حول حرية العلم في الجامعات الألمانية في سياق الصراع بالشرق الأوسط. وكان الدافع وراء هذا النقاش هو فصل عالم الأنثروبولوجيا غسان حج (Ghassan Hage) من قِبل معهد ماكس بلانك للبحوث الإثنولوجية (Max-Planck-Institut für ethnologische Forschung) في مدينة هاله (Halle) بسبب تعليقاته على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

خلفية القضية

غسان حج، وهو عالم زائر من أصول لبنانية في معهد ماكس بلانك (Max-Planck-Institut)، نشر في أكتوبر ونوفمبر 2023 قصائد على مدونته اعتُبرت ناقدة لإسرائيل ومعادية للسامية، مما أدى إلى فصله في فبراير 2024. وقد أثارت هذه القضية اهتمامًا عالميًا وفتحت نقاشًا حول حدود حرية التعبير وحرية العلم.

تحديات أمام الجامعات

يستعرض المقال التحديات التي تواجهها الجامعات الألمانية في ظل الصراع بالشرق الأوسط. فبعد هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، شهدت عدة جامعات مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، تحولت في بعض الأحيان إلى تعبيرات معادية للسامية وأعمال عنف. وقد أدى ذلك إلى مطالبات بتصدٍّ أقوى لمعاداة السامية وتمجيد الإرهاب داخل الحرم الجامعي.

حرية العلم في الميزان

اعتبر العديد من العلماء فصل غسان حج تعديًا على حرية العلم، معربين عن مخاوفهم من الإضرار بسمعة ألمانيا كمركز علمي ومحذرين من فرض قيود على ثقافة النقاش. ويُطرح التساؤل حول الإجراءات التي يمكن وينبغي للجامعات ومراكز الأبحاث اتخاذها لمحاربة معاداة السامية والتطرف دون المساس بحرية البحث والتدريس.

تداخل العلم والسياسة

يؤكد المقال على الارتباط الوثيق بين العلم والسياسة، لا سيما في صراع معقد كالصراع في الشرق الأوسط. فالعلماء ليسوا مجرد مراقبين محايدين، بل لديهم قناعات شخصية وتأثيرات تنعكس على أبحاثهم وتدريسهم.

الدعوة لثقافة حوار منفتحة

تدافع الكاتبة عن ثقافة حوار منفتحة داخل الجامعات، تتيح مناقشة القضايا الخلافية ووجهات النظر المتباينة. وتعرب عن قلقها إزاء الميل المتنامي نحو “الإذعانية” التي تدفع الأكاديميين والباحثين إلى تجنب طرح أفكار أو مناقشة مواضيع قد تعتبر حساسة أو مثيرة للجدل، والاكتفاء بالتعبير عما هو “مسموح” أو “مقبول سياسيًا”، الأمر الذي قد يعرقل الحوار العلمي ويؤدي إلى تكريس الانقسامات الفكرية والأيديولوجية القائمة في المجتمع الأكاديمي بدلاً من تجسير الهوة.