مشاهدات 84
زمن القراءة:2 دقائق

في عددها الصادر بتاريخ 25 مايو 2024، سلطت مجلة “دير شبيغل” (Der Spiegel) الألمانية الضوء على ظاهرة مثيرة للاهتمام: تنامي الوعي السياسي لدى جيل الشباب في ألمانيا. المقال بعنوان “أطفال الأزمات ينهضون” (Die Krisenkinder stehen auf)، من تأليف لوكاس إيبرلي (Lukas Eberle)، أرمين هيميلرات (Armin Himmelrath)، فيليب كولينبرويش (Philipp Kollenbroich)، وإليزا شفارتسه (Elisa Schwarze)، يسبر أغوار هذه الظاهرة ويحللها بعمق.

جيل زد: سلسلة من الأزمات تشكل وعياً سياسياً

يشير المقال إلى أن جيل الشباب الحالي، المعروف بـ”جيل زد” (Generation Z)، قد شهد العديد من الأزمات التي أثرت على حياتهم بشكل مباشر، بدءاً من الهجمات الإرهابية ومروراً بالأزمة المالية وأزمة اللاجئين والتغير المناخي والجائحة وصولاً إلى حرب أوكرانيا. هذه التجارب جعلت الشباب أكثر إدراكاً لتأثير القرارات السياسية على حياتهم ومستقبلهم، مما أدى إلى زيادة اهتمامهم بالسياسة والمشاركة فيها.

أشكال متنوعة للمشاركة السياسية

يسلط المقال الضوء على تنوع أشكال المشاركة السياسية بين الشباب، من تشكيل الرأي العام وصولاً إلى الانخراط في الأحزاب والمنظمات الشبابية والمشاركة في حركات الاحتجاج مثل “أيام الجمعة من أجل المستقبل” (Fridays for Future). كما يعرض المقال ستة شباب كممثلين لـ”جيل السياسة” (Generation P)، ينتمون إلى أحزاب وخلفيات مختلفة، ويعبرون عن آرائهم ومخاوفهم وانتقاداتهم للواقع السياسي.

تحديات الأحزاب التقليدية في جذب الشباب

يتطرق المقال إلى التحديات التي تواجهها الأحزاب التقليدية في جذب الناخبين الشباب. فبينما يبدي الشباب ثقة أكبر في الاتحاد الأوروبي (EU) وانفتاحاً على عضوية الأحزاب مقارنة بالأجيال الأكبر سناً، إلا أن الأحزاب غالباً ما تفشل في إشراكهم بشكل فعال. تنتقد الباحثة الشبابية سابين أندريسن (Sabine Andresen) استخدام السياسيين لتقييمات تقليدية تمنع مشاركة الشباب، مؤكدة أن المسألة تتعلق بالسلطة والخوف من فقدان السيطرة.

وسائل التواصل الاجتماعي والتأثيرات الاجتماعية

يناقش المقال أيضاً دور وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك (TikTok) وإنستغرام (Instagram) كمصادر معلومات مهمة للشباب، مع وعيهم بمخاطر الأخبار الكاذبة. كما يؤكد على أهمية دور المجتمع والعائلة في تشكيل الآراء السياسية للشباب.

التعليم السياسي: ضرورة ملحة

يختتم المقال بالتأكيد على أهمية التعليم السياسي الشامل وعالي الجودة، ودور المعلمين الأساسي في هذا المجال، مع الإشارة إلى الاختلافات الكبيرة بين الولايات الاتحادية في ألمانيا في هذا الصدد.

في الختام، يظهر المقال أن جيل الشباب الحالي في ألمانيا، بتأثره بالأزمات المتعددة، قد أصبح أكثر وعياً وانخراطاً سياسياً مقارنة بالأجيال السابقة. وهذا يمثل تحدياً كبيراً للأحزاب التقليدية التي عليها أن تأخذ الشباب على محمل الجد وتتواصل معهم بصدق وشفافية إذا أرادت كسب ثقتهم وأصواتهم.

إنترنت لا غنى عنه
إنترنت لا غنى عنه
نسبة الأشخاص الذين يستخدمون المصادر التالية يومياً للاطلاع على السياسة، بالنسب المئوية
الناخبين لأول مرة
الناخبين الآخرين
الشبكات الاجتماعية
36%
18%
الوسائط عبر الإنترنت
32%
39%
المدونات / النشرات الإخبارية
11%
7%
التلفزيون
10%
49%
المحادثات الشخصية
10%
12%
الراديو
6%
38%
الوسائط المطبوعة
أقل من 1%
30%
المصدر: إنفاس لصالح شبيجل من 6 إلى 17 مايو 2024؛ 2175 ناخبًا ألمانيًا مؤهلًا يبلغون من العمر 16 عامًا فما فوق؛ الدقة الإحصائية تصل إلى ±4 نقاط مئوية